728x90 شفرة ادسنس

  • جديدنا

    الجمعة، 25 ديسمبر 2015

    الفساد والفساد الإداري

    الفساد والفساد الإداري 27\4\1432هــ
    ما أضعف الإنسان مهما على واستكبر  وصف الحسن البصري – رحمه الله – ضعف الإنسان فقال : مسكين ابن آدم محتوم الأجل مكتوم الأمل مستور الطِل يتكلم بلحم وينظر بشحم ويسمع بعظم أسير جوعه ، صريع شبعه تؤذيه البقة وتنتنه العرقة وتقتله الشرقة لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعا ، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورا .    ( وخلق الإنسان ضعيفا)   فما باله يتكبر على الله ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم.....)   عباد الله : دين الإسلام دين العدل والإحسان  يدعو إلى الخير وينهى عن الشر والإفساد ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)   الفساد في الأرض إجرام وأي إجرام ،  نهى الله وتتابعة رسل الله تنهى عنه قال النبي صالح عليه السلام لقومه ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوءكم في الأرض تتخذون من سهولها بيوتا   فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين)   وقال شعيب عليه السلام ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين )  وخاطب موسى  أخاه هارون ( أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)   وخاطب صالحو البشر قارون قائلين ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)   الإفساد في الأرض من أخلاق اللئام وليس من سبل الكرام قال جل في علاه عن اليهود ( ويسعون في الأرض فسادًا والله لا يحب المفسدين) وقال موسى مخاطبًا آل فرعون (إن الله لا يصلح عمل المفسدين)   واعلموا رحمكم الله أن للفساد والإفساد أضرب شتى أعلاها إفساد العقائد وتخريب الديانات وتحريف الشرائع ( شرع لكم من الدين ....)  ومن أضربه ترويع الآمنين وقتل المعضومين ( ومن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسًا بغير .....)  وفي الحديث ( لا يزال العبد في فسحة من دينه مالم يصب دمًا حرامًا)    وما نراه اليوم من القتل وانتهاك حرمات الدماء أمر جلل وكبائر من كبائر الذنوب وإفساد في الأرض كبير وعريض فالله  الله  أن تصب دمًا حرامًا    ومن أضب الفساد العث بأموال الناس على وجه الفردية أو على الأوجه الجماعية سواءً كان عقديًا أو منظمًا  من فساد إداري أو مالي  إن الفساد الإداري والمالي وهو سوء استغلال السلطة العامة لتحقيق مكاسب لا يتعلق فقط بالمال العام الذي يتحول إلى مال حرام خاص لكنه ظاهرة ذات أبعاد سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية  والأسوء من ذلك متى كانت ظاهرة يحتويها ويرتب لها ويحميها النخب المسيطرة أو ذات قرار في المنشأة صغرت أو كبرت وربما نشرت تلك الفئة أن الغية تبرر الوسيلة وأنك لست وحدك في هذا المجال أن ذلك فعل العام الغالب وكل الناس هكذا ولست الأول أو الأخير مبررات شيطانية وغوايات ابليس  ألا يشعر هؤلاء بالخجل وأوراقهم تتكشف ألا يشعرون بالعار وأوراقهم تتمزق متحطمة على جدران النزاهة والعفة واسمعوا لأحد المراقبين لربه المحافظ على عفته وسمعته الإمام المطلبي الشافعي يقول : ( لو كان شرب الماء البارد يقدح في الكرامة ما شربته)  وربما كان ذلك أقل وأهون خاصة لدى م...... الأموال خارج الحدود ليستعيدوا الإحترام في مجتمعات يقاس الناس فيها بما يملكون لا بما يفعلون فبئس ما يصنعون إن رب الحدود وداخل الحدود وخارج الحدود رب واحد ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ( يعلم السر وأخفى)  ولكن الشيطان سول لهم وأملى لهم فبحثوا عن المعاذير وتتبعوا المخارج     إن ما يعتذر به البعض عند فسادهم وإفسادهم من أن يتحمل المسئولية أو لقلة في مرتبه أو أن كل الناس لذلك يفعلون أو أنه محمل بالأعباء والإلتزامات والديون ثم يسلك بهم مسالك الحيل فليس الأكل المباشر والرشوة الصريحة ولكن  بمباركة أصحاب العقود وأرباب المناقصات والبحث عن الحيل والمفارقات وعن أبي هريرة ( لا ترتكبوا ما أرتكب اليهود فتستحلوا...) رواه ابن بطة وغيره .  ( لعن الله الراشي والمرتشي والرائش)  وفي الحديث أيضًا ( لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوا وأكلوا ثمنها)    فلعنوال بحيلهم حرم الشحم فأذابوه وباعوه  يخادعون الله وهو خادعهم    أيها المسلمون أول الفساد ريال واحد أو تهاون واحد أو عمد واحد فمن إجترء عليه سار إلى ما بعده ومن عصمه الله عصمه ( فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين) فالأمين مستعين بالله مستغيثا بحمى الله ناظرُ إلى الأمثلة الرائعة والقدوات الناصعة من الفضلاء والنبلاء والشرفاء ( لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة....)  وداعماً للأمين وحافظًا على الأمانة وقيامًا بالواجب وحماية للمسؤلية  أمر ولي أمرنا رعاه الله بإنشاء هيئة مستقلة مرتبطة به لكفاح الفساد ومحاربة الإفساد فمن لم يردعه وعظ القرآن ارتدع بقوة السلطان ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون .....)  وعلموا رحمكم الله : أن السرقة من المال العام أعظم من سرقة من مال خاص فلئن كان الثاني يسرق مال واحد فقد سرق الأول مال آحاد وجماعات ( والله لا يحب الفساد)
    الفساد الإداري أو المالي إفساد للنفس إفساد للخليل إفساد للصاحب إفساد للعامل إفساد للعاقد إفساد للمخالط  فترى البعض أمينًا  وما هو إلا مصاحبة لفاسد فيفسد ويترك أمر الله ( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه....)   أما يعلم المرتكب للفساد أن جسمه بني من الحرام ( يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم....) وفي الحديث عن كعب بن عمرة ( يا كعب إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به) رواه ابن حبان والترمذي وصححه الألباني  أما يعلم آكل المال الحرام أنه غال والغال آت بما غل يوم القيامة ( وما كان لنبي أن يغل ....)   ثم يأتي به يحمله على رقبته رشوة صريحة أو جاء في صورة هدية الشياه المذبوحه وأسطل السمن  وصحاف العسل والدروع والدروع والبشوت وغيرها محملة على ظهره
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (
    لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة علي رقبته بعيرا له رغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة – تأمل وأنتم تحمل فرس على رقبتك-  فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك‏) رواه البخاري كتاب الجهاد باب الغلول ومسلم كتاب الإمارة باب غلظ تحريم الغلول  .
    هذا هو يحمل ما غل من بعير أو فرس أو صامت كأرض أو سمن أو عسل أو ذهب أو مال على رقبته على رؤوس الأشهاد فضيحة على رؤوس الخلائق  اللهم سلم  سلم
    أما يعلم الخائن آكل الحرام أن ذلك يمحق البركة في العمر والعمل والمال ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) وإذا محق الله بركتك فما تغني الأموال والأيمان عن قوم لا بركة لهم .      لو تأمل المرتشي في حاله عندما يلقى الله تعالى ويلقى عذابه وتذكر أكله للحرام وتغذيه بالحرام واطعامه لأولاده بالحرام  وانفضاح أمره وانقطاع مورده وخسران عمره  لما أقدم على ما أقدم عليه ( ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) يعيش في الدنيا ذليلاً مهانًا أول من يهينه من يرشيه أول من يهينه من يمد يده إليه  وله في الأخرة عذاب أليم ( ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)   أيها المسلمون لا نجاة  للبلاد والعباد إلى بالبعد عن الفساد والإفساد سواءً كان إعتقاديًا أم فكريًا أم مسلكيًا عمليًا  والأمر يحتاج إلى تناصح وتعاون وتكاتف
    ( فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانو مجرمين)   تحية إكرام وإجلال للأمناء والشرفاء ( الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)  قدوتهم يوسف عليه السلام القائل ( قال إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)  ومات القدوة الأمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فقير مدين  ما أذن لنفسه أن يرتع في بيت مال المسلمين بل ضحى بماله بل ونفسه في سبيل العدل والإنصاف والإحسان
    وخرج أمثلة رائعة في النزاهة والبعد عن أكل الحرام قال الإمام الذهبي في السير :  لما حضرت الوفاة أبا بكر قال لإبنته عائشة : أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارًا ولا درهمًا ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا من فيء المُسْلِمين شيءٌ إِلَّا هذا العبد الحبشي ، وهذا البعير الناضح ، وَجَرْدَ هذه القطيفة ، فإذا أنا مت ، فابعثي بهنّ إلى عُمَر " ، ففعلت  لله درهم لله درهم أشياء معدودة محدودة حاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا .
    وهكذا العظة  تكرم المرواءة وتحفظ المال وتحقق العدل وتنصف المظلوم وتورث الثقة  فيا أخي الموظف الأمين أيها السؤول الأمين أيها العامل الأمين أيها التاجر الأمين أيها الرب الأمين أيها المعلم الأمين  أيها المدير الأمين أيها الإمام الأمين أيها المؤذن الأمين أيها الجندي الأمين أيها الطباخ الأمين أيها النجار الأمين أيها المقاول الأمين أيها التاجر الأمين أيها المهندس الأمين أيها الأين أيها الأمين : لا يغرنك كثرة الفاسدين ولا صولات وجولات المفسدين فالقلة  ........... الصالحين والعاقبة للمتقين  وليست العبرة بمن يضحك البدايات وإنما بكمال النهايات والضحك عند حصول الأزمات ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون .....)

    ضحك الكفار في البدايات وانتقل الضحك إلى المؤمنين في النهايات فليست العبرة من يضحك أولاً  وإنما العبرة بمن يضحك في  ........   اللهم إنا نعوذ بك من الطلالة بعد الهداية والحور بعد الكور
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الفساد والفساد الإداري Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top