728x90 شفرة ادسنس

  • جديدنا

    الجمعة، 25 ديسمبر 2015

    التسامح

    التسامح  10\6\1432

    الحمد لله أمر بالتسامح وصفاء الصدور وحث على العفو ونقاء الضمائر والقلوب  أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره  هدى من الضلالة وعلم من الجهالة وفرج المضائق والكروب
    أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب المشارق والغروب قاثم الآفاق للمؤمنين ومسهل الدروب  وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ملك بتواضعه القلوب رغم اشتداد الكروب وتكاثر الخطوب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة وسلامًا  ما تعاقب الليل والنهار أو حلت المصائب وانصرفت المزالق والخطوب   عباد الله :  من وصايا الحكماء وصية لقمان الحكيم لابنه :  يابني بئر شربت منه لا تلقي فيه حجرًا  إذا كنت في صلاة فاحفظ قلبك  وإذا كنت في بيت من بيوت الله فاحفظ بصرك يابني : إثنتان لا تذكرهما أبدًا إساءت الناس لك واحسانك إليهم    يابني : لاتكثر النوم والأكل فإن من أكثر منهما جاء يوم القيامة مفلسًا    (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيراً)
    في زمن نجح فيه الشيطان وكثرة فيه الأهواء وتغلبَت فِيه النفوس نجد مرضًا أنتشر في المجتمع فلا تراه إلا  غائرًا بين الناس أستشرى وانتشر حتى دخل بين الزملاء في أعمالهم والأصحاب في منتدياتهم ثم دخل الأحياء فغثا فيها الفساد مرة بين الجيران وأخرى بين الأحباب وتمادى وتمادى حتى تجرأ على البيوت فاقتحمها والمنازل فولجها فأورث فيها  حزاً وأدخل فيها جزعًا فلا ترى الزوجة إلا معطية ظهرها لزوجها ولا الزوج إلا مديرًا لوجهه بل جعل بين الأولاد وأبيهم خندقًا فرق شمل الإخوان لأب وحتى لابوين بل فعل الأفاعيل بين الآباء والأمهات وبين أبنائهم والبنات من هو يا ترى ذلك المزعج ذلك المفرق ذلك المشتت عدو الألفه عدو الصفاء عدو الإخاء عدو الإلتحام عدو التقارب  إنه الحقد ، الحقد والحقد الدفين إنها الضغينة إنه نجاح أبليس العدو الأول المتو سط الأخير ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)      (إن الشيطان يتمنى أن يعبد في جزيرة.....)
    أخي الكريم : تأمل معي دقيقة  في من حولك في عملك في حيك في بيتك في نفسك كم تذكرت من الأحقاد و الخلافات والنقاد هل تذكرت ذلك ؟!   أجزم أنه  .......  الآن في ذهنك الكثير فلان وفلان وفلان   لست أذكرك هنا  لا تغتص
    تسامح النفس معنــــى من مروءتهــا           بل المروءة في أسمـــى معانيـــــها
    تخلَّق الصفــح تســعد في الحيـــاة به          فالنفس يسعدهــــا خلق ويشقيـــــــها
    وتذكر أن ربك قال لرسولك  ( خذ العفو وأمر........)
    قال المعشرون خذ الفضل والمتيسرين أخلاق الناس وما لا يجهدهم وأعمالهم بغير تحسس
    تأمل الآن  الآن  أن الله ربك وخالقك والمنعم عليك يقول يا فلان باسمك  ( أصفح الصفح الجميل )  يا فلان ( أصفح الصفح الجميل) ونذكر أن الصفح الجميل :  أن نعفو دون طلب و لا لجان صلح ولا معاديل ولا إلحاحات    وأكتب عبارة مفادها سأسامح فلان وفلان كي أنال رضى الله كي أنال رضى الله كي أنال رضى الله علقها على جدار بيتك
    الله أكبر ما أعظم هذه الأخلاق  فالله الله الله الآن ولآن نعم الآن سامح آباك أمك أخاك صاحبك زميلك جارك كل شخص بينك وبينه شحناء واجعلها من هذا المسجد لله نعم لله وارضاء لله كم أرضاك ألا ترضيه مرة وتأخذ الآجر منه (فمن عفى وأصلح.....)  سامح الآن قبل أن  يتسور عليك الشيطان   ثم تخيله وهو يفعل الأمر الإيجابي وعندها قل لماذا لا أسامح ما دام له حسنات أسأل نفسك هل يوجد على الأرض من لا يخطئ؟ أجب نعم أم لا هل يمكن أن تقع أنت في نفس الخطأ ؟ ممكن  ... عندها لو كنت من وقع في نفس الخطأ عل تتمنى أن يسامحك الآخرون
    يقول بعض خبراء النفس :     خذ نفسًا عميقًا ثم أخرجه وتأمل أن هذا الغضب والحقد خرج مع النفس  ,    ورفع أكف الضراعة واطلبه العون  : اللهم أجعلني من العافين اللهم أجعلني من المتسامحين اللهم نق قلبي من الغل والحقد والحسد  وتذكر رسولك وحبيبك وقدوتك محمد صلى الله عليه وسلم وهو يسامح ويعفو بل ويضحك وأحوج ما تكون للأجر والحسنات  واسمع  واسمع للأجر العافين ،  قال صلى الله عليه وسلم : ينادي منادي يوم القيامة من له أجر على الله فليأتي قال من يا رسول الله قال : العافون عن الناس  ألم تقرءوا قول الله تعالى ( فمن عفى وأصلح فأجره على الله)  تذكر أنك بمجرد أن تسامح جارك صاحبك زميلك زوجتك أخاك أمك وأباك  أول ما تفعل ذلك تزول خصور الكراهية وينطفئ لهيب النيران وتنكسر أشواك الحقد في قلبك ويعود إليه صفاءُ وهناءُ وراحة  .  إذا أزك الشيطان أن لا تسامح فخذ ورقة وسجل اسم صاحبك وسجل ايجابياته ثم أكثر هذه الإيجابيات  ....... سيأنبك الشيطان ليقول  ليس له إيجابية قل بل له  كيف تتغلب على الهوى والشيطان وتتسامح أعرف أنك مجبول على الخير وترغب في التسامح والعفو ولكن بداخلك موانع  وزواجر ، ساعدني قليلاً لنتغلب على شيطانك  أولاً :  هب أنك أنتقمت نعم أنتقمت ثم ماذا ثم لا شيء بعدها تتحسر تود لو أنك لم تنتقم  أسأل نفسك  من المستفيد من لهب النار المشتعل في قلبك والشحناء والبغضاء وغيبة الخصم والحديث عنه والوقوع في عرضه  معارك طاحنة ربما لا تقع مع اليهود والنصارى وأعداء الله    تذكر أن غسل القلب والعفو من من صفات العظماء وكبار الهمم فكن من العظماء لا من صغار الهممم تذكر أنك واياه اليوم أو غدًا  تحت التراب  وهكذا رسولنا صلوات ربي وفضله وكرمه وسلامه عليه  تعذب قريش و .... كاهن شاعر ساحر مجنون كذاب، وضع .... الجزور حصار في بيته  لقتله وازهاق روحه لاحقوه وضعوا الأموال لقتله  أهدرو دمه  حاربوه كسروا  ثنيته وتمر الأيام وينتصر وتصبح الدائرة له  ما تظنون أني فاعل بكم قالوا أخ كريم وابن اخ كريم قال : إذهبوا فأنتم الطلقاء إذهبوا....    والله لايفعلها إلا نقي كبيره إنها أخلاق الكبار(1) الذين لا يستجيبون للشيطان أبدًا (يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة)   (إن الشيطان لكم عدو فأتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا  من أصحاب السعير)  ولكن من الناس من أتخذه صديقًا لا عدوا  الا فأتخذوه عدواً لا صديقًا بارك الله لي ولكم ....
    الشريف إذا تقوى (1) قال يحيى بن حيان تواضع والوضيع إذا تقوى تكبر


    الخطبة الثانية 
    ومن محاسن العفو عند الكبراء  قيل : أن المأمون ظفر برجل كان يطلبه فلما أدخل عليه أمر بضرب عنقه فقال الرجل : أيأذن لي أمير المؤمنين أن أنشده أبياتًا فقام قائلاً
    زعموا بان الباز علق مـــرة          عصفور برساقه المقدور
    فتكلم العصفور تحت جناحه          والباز منقض عليه يطير
    مابي لما يغني لمثلك شبعــة          ولئن أكلت فإنني لحقيــر
    فتبســم الباز المُدِل بنفســــه          سرمًــا وأطلق ذلك العصفور
    فأطلقه المأمون وخلع عليه وأمر له ..... ولا عشره  إنما كلمة أو زلة أو موقف أو أخلاف موعد أو آخر إيجارًا أو مَرضًا أو لم يخدمك في شيء ما أو أو اشياء يسيره قرانًا بما فعل ليوسف عليه السلام ماذا قال يوسف : (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم) بل ( من بعد أن نزغ الشيطان بيني...) فأحال الأمر إلى الشيطان وشارك بنفسه أخوته في اللوم فلام نفسه حتى يخفف عنهم الله أكبر الله أكبر إنها أخلاق الكبار نفوس لا تعرف الحقد والضغينة لا يحمل على هذا وهذا وهذا  لتصبح زبالة من الأحقاد ولكن صفاء ونقاء وتنازل وإقدام لا يعرف التراجع أو الإلتفات ولا التعثر في ... الطريق  أقدام مشغول بهموم الأمة لا بالغضب على فعل والنزاع مع فلان
    تأمل سلطان ومكانة وقدرة وقوة ماذا أنت فاعل؟    هل تسامحه أم تنتقم منه ؟  
    تأمل ذلك قليلاً وفكر بيسر وقل لنفسك ماذا أنت صانع  إن لم تعفو وتسامح فقد فعل ذلك من هو خير منا تذكر  الأفاعيل العظام التي فعلها أخوة يوسف بأخيهم  بأخيهم ( يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك ) سبحان الله إخواني يكيدون لي نعم ولكن ليس منهم ( إن الشيطان للإنسان عدو مبين)  خداع وإلقاء في البئر ، عبدُ استرق فبيع واشتري  وببخس دراهم معدودة أفتتن ليقع في فتن النساء واختبر مرات وفضل السجن على الفتنة ولبث في السجن بضع سنين هل  من أنت غضبان عليه فعل كل هذا كلا ولا نصف ولا ربعه  عباد الله :      كلنا يعرف فضل التسامح وكلنا يرغب أن يعفو ويسامح ولكن ليس كلنا يعرف خطوات إقناع النفس بالتسامح نعم كيف تقنع نفسك بأن تسامح اسمع إلى هذا المثال  لو أن شخصًا ظلمك وآذاك ثم أخذ مالك وضايقك حتى انتقلت من دارك ومسكنك في جنح الظلام تبحث عن مال ومأوى  وبقى ذلك معك يأكل ويشرب هم وغم يزيز غيضك لو كان الظالم قريبًا أو صديقًا أو كنت ضعيفًا أو صغيرًا
    وظلم ذوي القربى أشد مضاضة      على النفس من وقع الحسام المهند
    وتمر الأيام ويتغير الزمان وتصبح ذا سلطان وجاه ومال  وحانت لحظة الإنتقام الفاصلة واصبح الظالم تحت يدك ورهن إشارتك    ما معنى أن تسامح من ظلمك أو تعلفو عن من حرمك وهل فكرت فعلاً في العفو والصفح وهل تذكرت شخصًا تكره ذكره ورؤيته وكلامه ويشكله لك الشيطان بأبشع الصور تذكره الآن وقد نظرت إليه تظرة عطف وإخاء وصفاء وتنازل وعفو وألفة وتسامح تتغلب على نفسك وشيطانك وترضي ربك وينقلب لك صديقًا ومعينًا وعنك مدافعًا
    ( إدفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة.......... ومايلقاها .
    الله أكبر إذ أن من عوامل نجاح التسامح الصبر تصبر على حظوظ النفس ورغباتها تصبر لتطيع الله وتعصي عدو الله ومن فعل ذلك فليس ذا حظ بل حظ وحظ عظيم   وتجاوز كل هذه الآلام أدلك على كلمة يسيرة اللفظ قليلة الحروف كثيرة المعاني عظيمة التأثير تأثر على الظالم  أن لو كان صاحباها وتكسب المظلوم راحة وامئنانًا وهدوءًا وسكينة وأجرًا وخيرًا وفيرًا
    وما عسى أن تكون تلك الكلمة إنها ( التسامح) وإن شئت فضل ( العفو )  ( عفى الله عنك لما أذنت لهم)
     سامح ولا تستوف حقك كلــــــــــه         وأبق فلا يستوف قط كريــــم
    لا تغل في شيء من الأمر واقتصد         كِلا طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمُورِ ذَمِيمُ
    صفو  ذهنك ولكني اذكرك  لتذكر أن الشيطان عثى في القلوب فأوبقها وحشا فيها رمادًا فأرمدها وععن طريق الحق صرفها

    والحقد بأنواعه وأخربه ونظائره مفسد للعقل والنفس والخلق والتعامل والدين جالب للهم وآكل الهمم وشتات الذهن محرق للأعصاب متلف  للجسد جالب للغضب محضر للسكر مثير للضغط عاشق للسهر مستجلب للقلق    هو رأس كل بلية     وأساس كل رزية
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: التسامح Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top